جماعة الحاج قدور تعاني في صمت

الجماعة القروية الصغيرة والفتية المتواجدة بين مدينتي مكناس والحاجب، لم يكتب لها أن استفادت من التفاتة مركزية، أو اهتمام جهوي أو إقليمي، تعاني ربما لكونها لا توجد على طريق رئيسية، لكن الواقع أن من خانها أكثر ليس موقعها، بل مسيرو شؤونها. ولا أدل على ذلك من تلك المزبلة "الفسيحة" التي تستقبل كل زائر في مدخلها، والتي تزداد مساحتها يوما بعد آخر، فتوالت السنوات لتصبح عبئا كبيرا على تجمع سكاني صغير، نعم سنوات من الأزبال، فالمزبلة إضافة لكونها تسيء لجمالية البلدة المحاطة بالحقول الزراعية الخضراء، فقد أصبح لها تأثير على صحة السكان وعلى المياه السطحية والجوفية، ولها آثار على التربة والهواء، فأضرارها البيئية لا يمكن إخفاؤها، كما أن الحشرات والكلاب المنتشرة بكثرة في البلدة تهدد بنقل الأمراض إلى السكان المتواجدين على مرمى حجر من المزبلة، والذين تعودوا على تواجدها بجانبهم، وصارت واقعا حتميا أمام عجز المجلس الجماعي وتجاهله للمشكل وكأن الأمر لا يعنيه.

 ولا تقتصر المسؤولية هنا على جماعة القرية، بل يتحمل المسؤولية ممثلو السلطة المحلية، ومسؤولو القطاع الصحي الملزمون برفع تقارير عن وضعية المزبلة وتأثيرها على السكان.

 وتعبر الصورة بشكل جلي على الحالة المزرية للبلدة، حيث يظهر مشكل آخر في الطريق التي تتوسطها حفرة تعرقل بشكل كبير عبور السيارات والعربات، وتؤثر على التنقل، بل تحتضن بركة مائية، ما يوضح حجم التهميش الذي يطبق على سكان الجماعة القروية للحاج قدور، ناهيك عن الفقر وانتشار المخدرات بين الشباب، والاستغلال الفاحش لليد العاملة النسوية في القطاع الفلاحي.

 تنادي "الحاج قدور" الغارقة في النسيان، عل نداءها يصل إلى الجهات المسؤولة لاجتثاثها من آثار التهميش والهشاشة، بدءا بالمنتخبين المحليين، مرورا بالمجالس الإقليمية والجهوية والسلطات، وانتهاء بالمصالح المركزية لإخراج برامج تنموية ومشاريع بنيوية تنقذ المنطقة من عزلتها ومعاناتها.